السبت، 22 ديسمبر 2007

القاعدة و البيت التعذيب

بالنسبة للكارثة الراهنة التي توسّع في الشرق الأسط كما عمليات الارهابية و تعذيب و اعدام غير شرعي باسم الله و نفّذ بأياد المجرمين القاعدة , أقدمكم الفلم التالي

لم يشاهد هذا الفلم على الانترنت المفتوح من قبل


http://video.google.com/videoplay?docid=-9089532722810348478

يحتوي الفلم على صور ومشاهد صعبة , الرجاء الانتباه


السبت، 1 ديسمبر 2007

أَطفالُنا في بَراثِنِ الإرهابِيِّينَ



بقلم الدكتور حسين محمود


جاءَ في بَعضِ الجرائدِ أنَّ مُقاتِلي الطَّالِبان يُوفِدُونَ رُسُلَهم إلى المدارِسِ المنتَشِرَةِ في القُرَى النَّائِيةِ مِنْ دَولةِ أفغانستان ، لا سِيَّما المدارِسُ الدِّينِيَّةُ . والغايةُ الَّتي يَتوخَّاها أولئكَ الرُّسُلُ هي إغْراءُ التَّلاميذِ بالانضمامِ إلى صُفوفِ المقاتِلِينَ . والجديرُ بالذِّكرِ في هذا المَقامِ أمْـرانِ :


  • أوَّلُهُما أنَّ الهدَفَ المُفَضَّلَ لعَمَليَّاتِ الاستِقطابِ هو طائفةٌ مِنْ تلامِذةِ المدارِسِ الابتدائيَّةِ تَتراوحُ أعمارُهم بينَ الحاديةَ عَشْرَةَ والخامِسَةَ عَشْرَةَ .


  • والأمْرُ الثَّاني أنَّ الأهْلَ وأولِياءَ الأمُورِ لا يَعلَمُونَ شيئًا عَنْ عَمليَّاتِ الاستِقطابِ ، وأنَّ انضمامَ أبنائِهم إلى صُفُوفِ المقاتِلينَ يَقَعُ عليهِم وَقْعَ الصَّاعِقَةِ ، وأنَّهم يَضِجُّونَ بَعدَ ذلكَ بالاحتِجاجِ والشَّكوَى والتَّوَسُّلِ فلا تَجِدُ أصواتُهم عِندَ رجالِ الطَّالِبان آذانًا صاغِـيَةً ، ولا أذْهانًا واعِيَةً ، ولا أفْئِدةً تَخْفِقُ لبُؤْسِ المفجُوعِينَ .


ومَصادِرُ الإعلامِ تُحدِّثُنا بأنَّ عَدَدًا كبيرًا مِنَ التَّلاميذِ استجابُوا لما ظَـنُّوه نِداءَ الدِّينِ ودُعاءَ الواجِبِ ؛ وتَوالَتِ الأحْداثُ عليهِمْ بَعدَ ذلك في سُرعةٍ خاطِفةٍ : فإذا بِهِمْ يُقْصَوْنَ عَنْ أهلِهِم وقُراهُم ، وإذا بِهِمْ يُحتجَزُونَ في مُعَسْكَراتٍ خاصَّةٍ قد ضُرِبَتْ بينَها وبينَ العالمَِ الخارِجيِّ حُجُبٌ كِثافٌ وأستارٌ صِفاقٌ ، وإذا بِهِمْ يُلَقَّـنُونَ دُرُوسًا مُضلِّلةً في "أدَب الاستِشهادِ" يُسمِّيها عُلماءُ النَّفْسِ "غَسِيل الدِّماغ" ، وإذا بِهِمْ يُدرَّبونَ على التَّمَنْطُقِ بحزامٍ ناسِفٍ وتَفجيرِ أنفسِهِمْ متى آنَ لهم أنْ يَقُومُوا بِعمليَّةٍ انتِحارِيَّةٍ .


وفي شَرْقِ أفغانستان ، أقْبَلَ صَبِيٌّ ذاتَ يومٍ على حاجِزٍ للتَّفْتِيشِ مُستَنجِدًا ببعضِ ضُـبَّاط الشُّرطةِ ، فَنَـزَعُوا عنه حِزامَهُ النَّاسِفَ . كانَ مُقاتِلُو الطَّالبانِ قد كَلَّفوا الصَّبِيَّ بأنْ يمضيَ إلى دَوريَّةٍ أمريكيَّةٍ حتَّى إذا تَوَسَّطَها ضَغَطَ على زِرٍّ تحتَ سُتْرَتِهِ ؛ وكانَ أولئكَ المقاتِلُونَ قَدْ زَعَمُوا للصَّبِيِّ أنَّه إذا ضَغَطَ على الزِّرِّ انتَـثَرَتْ مِنْ حَولِهِ الأزهارُ . لكِنَّ الخوفَ مَلَكَ على الصَّبِيِّ أمْرَهُ حِينَ وجَدَ نفسَهُ وحِيدًا في الطَّريقِ . كانَ عِندَئذٍ في السَّادسةِ مِنْ عُمْرِهِ .


وقَدْ هالَ الخَطْبُ آباءَ التَّلاميذِ وأقْطابَ السِّياسةِ ورِجالَ الدِّينِ ، فَـنَدَّدَ الرَّئيسُ كرزاي بهذا الجُرْمِ الَّذي يُحَوِّلُ الصِّبْـيَةَ الصِّغارَ عَنْ مَقاعِدِ الدَّرسِ ويَقذِفُ بِهِمْ إلى فَوْهَةِ الجحِيمِ . كذلكَ وجَّهَ المُلاَّ نَذِير نِداءً إلى مُقاتِلِي الطَّالِبان عَسَى أنْ يُثْنِيَهم عَنِ التَّضْحِيَةِ بهؤلاءِ الصِّبْـيَةَ الأبرياءِ . لكِنَّ مُقاتِلِي الطَّالِبان ماضُونَ في غَيِّهِمْ لا يَردُّهم نُصْحٌ ولا إرشادٌ :


  • لا يَعنِيهِمْ أنَّ الله يقولُ : "قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أولادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ .


  • ولا يَعنيهِمْ أنَّ الشَّريعَةَ الإسلاميَّةَ تُحَرِّمُ الانضِمامَ إلى الجِهادِ إذا أدَّى إلى مُخالَفةِ الوالِدَيْنِ أوِ الحاكِمِ الشَّرْعِيِّ .


  • ولا يَعنيهِمْ أنَّ عَددًا كَبيرًا مِنْ أبْـرَزِ رِجالِ الإفْتاءِ في عَصْرِنا قد نَدَّدُوا بالعُنفِ الَّذي تَصْطَنِعُهُ الجماعاتُ المتطرِّفةُ ، ونَفَوْا أنْ يَمُتَّ إلى الجِهادِ بِصِلَةٍ ، وبَيَّنوا أنَّه فِتْـنَةٌ تُسِيءُ إلى الإسلامِ والمسلِمِينَ ، وأعلَنُوا أنَّه ضَرْبٌ مِنَ الفَسادِ في الأرضِ يَستَـنْزِلُ غَضَبَ اللهِ ويَسْـتَوْجِبُ عَذابَ الآخِرةِ .


والواقِعُ أنَّ استِغلالَ الأطفالِ على هذا النَّحْـوِ الوَحْشِيِّ لَيْسَ مَقصُورًا على دَولةِ أفغانستان : فأنْتَ تَجِدُهُ شائِعًا في الشِّيشانِ والعِراقِ وتُونِسَ والجزائرِ والمغرِبِ وحَيثُما ابتُلِيَ النَّاسُ بِمِحْـنَةِ التَّطرُّفِ . نَقرَأُ في بَعضِ ما يَصِلُنا مِنْ أنْباءِ العِراقِ أنَّ عُمَلاءَ القاعِدةِ يختَطِفُونَ الأطْفالَ ويَشْـتَطُّونَ في المطالبةِ بالفِدْيَةِ ؛ فإنْ عَجِزَتِ الأُسْرةُ عَنْ تَأديةِ الفِدْيةِ عُذِّبَ الطِّفْلُ تَعذِيبًا هَمَجِيًّا ثُمَّ قُتِلَ . ومِنَ الأطفالِ الَّذِينَ تَعَرَّضُوا لهذا الضَّرِّ صَبِيٌّ عِراقيٌّ لم يَتجاوَزِ السَّادِسةَ مِنْ عُمْرِهِ اسمُهُ غالِب إبراهِيم ، اختَطفَهُ نَفَرٌ مِنْ عُمَلاءِ القاعِدَةِ في بَعْقُوبَةَ يومَ 7 أيَّـار – مايو - سنةَ 2006 ، وطالَبوا أُسْرتَه بفِدْيةٍ بَلَغَتْ مِئةً وثَلاثينَ ألفَ دولارٍ أمريكيٍّ . ولم يَتَيَسَّرْ للأُسْرَةِ أنْ تجمَعَ هذا القَدْرَ الكبيرَ مِنَ المالِ ، ولم تَملِكْ إلاَّ التَّوَسُّلَ والتَّضَرُّعَ ؛ فَمَا هي إلاَّ أيـَّـامٌ ثلاثةٌ حتَّى وُجِدَ الصَّبِيُّ مَقتُولاً قد شُوِّهَتْ جُثَّـتُهُ أَبْشَعَ تَشْوِيهٍ ومُثِّلَ بها شَرَّ تمثيلٍ . قالَ الَّذِينَ عَثَرُوا على الجُـثَّةِ بالقُرْبِ مِنْ محطَّةٍ لتَنْـقِيَةِ المياهِ إنَّ الجُناةَ تجرَّدوا مِنْ كافَّةِ الخِصالِ الَّتي تمتازُ بها النَّفْسُ الإنسانِيَّةُ ، فَضَرَبُوا الطِّفْلَ ضَرْبًا مُبرِّحًا تَوَرَّمَ له الجَسَدُ كلُّه ؛ وجَرَّحُوا الصَّدْرَ والظَّهْرَ بِمِدْيَةٍ حادَّةٍ ؛ وعَمَدُوا إلى الجُمْجُمَةِ فأعْمَلُوا فيها مِثْقابًا كَهْرَبائيًّا وبالَغُوا في مَدِّ الثُّقُوبِ حتَّى غارَتْ في أَعْماقِ المُخِّ . أَفَعَلُوا هذا كلَّهُ والطِّفْلُ حَيٌّ ؟ أَأَخَّرُوا بَعْضَهُ حتَّى فارَقَ الطِّفْلُ الحياةَ ؟ لا نَعرِفُ لذلكَ جوابًا أكيدًا ، لكنَّا نعرِفُ أنَّ القَسْوَةَ لا تَقِفُ عِندَ حَدٍّ إذا خَلَتِ القُـلُوبُ مِنْ رَوْحِ اللهِ . أجِهادٌ هذا أمْ إجْرامٌ وفَسادٌ في الأرضِ ؟ ومَعَ ذلكَ يُساقُ أطفالُنا إلى الموتِ تحتَ رايتِهِ ، وتُراقُ دماؤُهُمْ على مذبحِهِ . أَيَظُنُّ الجُناةُ أنهم مُفْلِتُونَ مِنْ عِقابِ اللهِ وهو القائِلُ: "أَلاَ لَعْـنَةُ اللهِ على الظَّالِمِينَ" ؟


ونَقرأُ في جَريدةٍ يوميَّةٍ مَقالاً للأستاذ محمَّد مُقدَّم يُبـيِّنُ أنَّ التَّضحِيَةَ بالأطْفالِ في العَمَليَّاتِ الانتِحاريَّةِ قَدْ غَدَتْ حِرْفَةً يَغتَني بمزاولتِها تُجَّارُ المَوْتِ مِنْ عُمَلاءِ القاعِدةِ ؛ ومِنْ هؤلاءِ التُّجَّارِ رَجُلٌ يُدْعَى عِيسَى اعتَقلَتْهُ الشُّرْطَةُ الجزائرِيَّةُ فاعتَرَفَ أثناءَ التَّحقِيقِ بأنَّه كانَ يَتقاضَى مَبْلَغًا كَبيرًا مِنَ المالِ عَنْ كُلِّ طِفلٍ يَبعَثُ بِهِ إلى رِجالِ القاعِدةِ المُشْرِفِينَ على العَمَلِيَّاتِ الانتحارِيَّةِ . أهذا ما يَراهُ تَنظيمُ القاعِدةِ تِجارَةً رابِحةً ؟ هَلاَّ تَدبَّـرَ زُعماؤُهُ قَوْلَ اللهِ عَـزَّ وجَـلَّ :" الله يَستهزِئُ بهِمْ ويَمُـدُّهُمْ في طُغْيانِهِمْ يَعْمَـهُونَ . أُولئكَ الَّذِينَ اشتَـرَوُا الضَّلالَةَ بالهُدَى فَمَا ربِحَتْ تِجارَتُـهُمْ وما كانُوا مُهْـتَدِينَ" .



لقَدِ اقتَرَفَ تَنظِيمُ القاعِدَةِ وسِواهُ مِنَ الجماعاتِ الإرهابيَّةِ ذُنوبًا لا يُحْصِيها العَدُّ ؛ لكنَّا لا نَعْرِفُ شَرًّا أثارَ الرَّأيَ العامَّ في أقْطارِ الأرْضِ كُلِّها كَمَا أثارَهُ هذا الاستِهْتارُ الخَطِيرُ بأرواحِ الأطفالِ الأبرياءِ . ومَثَلُ هذه الجماعاتِ كمَثَلِ القَريَةِ الَّتي وَرَدَ ذِكرُها في قَوْلِ اللهِ تَعالى : وإذَا أَرَدْنا أنْ نُهْلِكَ قَرْيةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها ففَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرناها تَدْمِيرًا .