| |||||
قتل 32 عراقيا وأصيب 67 آخرون في هجوم انتحاري بديالي وانفجار سيارتين مفخختين ببغداد الاثنين، بالتزامن مع وصول وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إلى بغداد في زيارة غير معلنة، وقرار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تكريم عناصر مجالس الصحوة الذين قاتلوا تنظيم القاعدة. وقالت الشرطة العراقية إن مهاجمة انتحارية قتلت 20 شخصا وأصابت 30 آخرين في حفل إفطار الاثنين في محافظة ديالى بشمال العراق. وأوضحت المصادر أن الهجوم وقع فيما كانت مجموعة معظم أفرادها من ضباط الشرطة يتناولون طعام الإفطار في بلدة بلدروز الواقعة على بعد 90 كلم إلى الشمال الشرقي من العاصمة بغداد. وأوضح قائد القوات العراقية في محافظة ديالى اللواء الركن عبد الكريم الربيعي أن الانتحارية فجرت نفسها مساء الاثنين عندما تجمع الصائمون لتناول الإفطار في منزل معتقل في بلدة بلدروز أفرج عنه من سجن "كامب بوكا" الأميركي الأحد. وقتل في التفجير المفرج عنه ووالده. تفجيرات بغداد وفي وقت سابق انفجرت سيارتان ملغومتان ولم يفصل بين الانفجارين فارق زمني يذكر في حي الكرادة ببغداد، مما أدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة 37. وقالت مصادر أمنية إن السيارتين المفخختين كانتا موقوفتين على جانب الطريق قرب مبنى محكمة الكرادة في وسط بغداد. وأوضحت أن سيارة مفخخة انفجرت قرب مبنى المحكمة، ولدى تجمع الناس حول موقع الانفجار، بعد دقائق قليلة، انفجرت السيارة الثانية. كما أدى الانفجار إلى احتراق أكثر من ثلاثين سيارة مدنية ووقوع أضرار مادية كبيرة في المكان. |
الأربعاء، 17 سبتمبر 2008
عشرات القتلى والمصابين في هجوم انتحاري وتفجيرين بالعراق
الاثنين، 25 أغسطس 2008
مقتل 21 بتفجير غرب بغداد واعتقال قائدين للقاعدة
فجر مهاجم نفسه في عشاء يحضره رجال الشرطة وعناصر الصحوة بأبو غريب (الأوروبية-أرشيف) http://www.aljazeera.net/NR/exeres/645C7379-FEDE-4700-AD7B-74988D53C42B.htm |
الأربعاء، 20 أغسطس 2008
خلف 43 قتيلا و45 جريحا
| |||||
|
الأحد، 3 أغسطس 2008
مسؤولو استخبارات ومتمردون: زعيم «القاعدة» في العراق و15 من مساعديه غادروا إلى أفغانستان
مصدر عسكري عراقي: أبو أيوب المصري ورفاقه عبروا إلى إيران من بلدة زرباطية في 12 يوليو
بغداد: أميت بالي * غادر زعيم تنظيم القاعدة في العراق مع العديد من كبار قادته العراق متجها إلى أفغانستان، وفقا لما قاله قادة التنظيم ومسؤولون بالاستخبارات العراقية. ويقول مسؤولون أميركيون إن هناك مؤشرات على أن «القاعدة» تصرف مجنديها الجدد عن الذهاب إلى العراق، حيث تعرض مقاتلوها هناك لهزائم كبيرة، ليذهبوا إلى أفغانستان وباكستان، حيث يبدو أنهم يحصلون على مكاسب. وكتب البريغادير جنرال برايان كيلر، وهو مسؤول استخباراتي رفيع المستوى يعمل مع قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس، في رسالة إلكترونية: «نحن نعتقد أن القاعدة تقوم بإجراء لإعادة تقييم جدوى قتال مسلحيها في العراق وما إذا كان من الواجب أن يظل العراق مركزا لجهودها»، ولكن كيلر قال إن الاعتماد على مؤشرات تحويل سبل إرسال المجندين «لم تتحدد بعد»، وأن المسؤولين الأميركيين لا يتوفر لديهم دليل على أن كبار زعماء «القاعدة» بالعراق ذهبوا إلى أفغانستان. ويعترف بعض قادتها بأنها أصيبت بالضعف على مدى العام الماضي. فقد انخفض عدد المقاتلين القادمين من الخارج إلى العراق إلى 20 مقاتلا في الشهر، بعد أن كانوا حوالي 110 في الشهر في الصيف الماضي، و50 في الشهر بداية العام الحالي، وفقا لمحلل استخباراتي أميركي رفيع المستوى، اشترط عدم ذكر اسمه نظرا لطبيعة عمله. وأرجع بعض أعضاء «القاعدة» أزمات الجماعة إلى القيادة الفاشلة لزعيمها منذ عام 2006، وهو مصري الجنسية اتخذ أسماء مستعارة مثل أبو حمزة المهاجر وأبو أيوب المصري. وصرح بعض المقاتلين بأنهم أصيبوا بإحباط شديد بسبب المصري، لذا انفصلوا عنه أخيرا ليكونوا جماعة متمردة سنية خاصة بهم. وصرح عبد الله الأنصاري، زعيم «القاعدة» في العراق بالفلوجة، في حوار مع مراسل «واشنطن بوست» أن المصري سافر إلى أفغانستان عبر إيران، وكلف أبو خليل السوري، وهو اسم مستعار لزعيم آخر في الجماعة جاء إلى العراق عام 2003، بإدارة التنظيم في غيابه. وأضاف: «أنا لا أعلم ما إذا كان سيعود أم لا»، في إشارة إلى المصري. وصرح العقيد حاتم عبد الله، وهو مسؤول استخباراتي عراقي في الرمادي، مركز محافظة الأنبار أنه يعتقد أن المصري ومقاتلين آخرين من الخارج قد عبروا إلى إيران في الثاني عشر من يونيو (حزيران) عبر بلدة زرباطية الحدودية. وأضاف أن هذه المعلومات تعتمد على التحقيقات التي أجريت مع أعضاء «القاعدة» في العراق إلى نحو ما. وقال أحد المعتقلين، أبو عبير المهاجر، وهو زعيم في الرمادي، ويعتقد أن اسمه الحقيقي إبراهيم صالح حسن الفهداوي، بعد اعتقاله في التاسع من يوليو (تموز) الحالي إن المصري سافر عبر إيران ومعه 15 قائدا، وفقاً لتقرير وحوار أجري مع ضابط الشرطة نهاد جاسم محمد صالح، وهو الذي قام باستجواب الفهداوي. وذكر مكي فواز الملهمي، وهو أحد زعماء الجماعة في شمال الفلوجة، في حوار مع مراسل «واشنطن بوست» أن المصري غادر العراق مرتين من قبل وكان يذهب ليجتمع بـ«بعض الإخوة» في أفغانستان. «وتسري إشاعات بأنه هرب، ولكن هذا ليس صحيحاً. لقد سافر فقط»، هذا ما قاله فواز، الذي اتهم الحكومة الأميركية بنشر هذه الإشاعة لتؤثر في الروح المعنوية للجماعة. سيعود إلى العراق في أي وقت يشاء، كما فعل من قبل. المصري «لم يهرب أو يعطينا ظهره أو ينسحب من القاعدة في العراق»، هذا ما قاله علي القيسي، 32 عاما، وهو قائد وحدة التجنيد الذي فقد إحدى ساقيه أثناء معركة مع القوات الأميركية في سامراء. «لقد أعلمنا بأنه غادر العراق متجها إلى أفغانستان لعدة أسباب، مثل النظر في وضع القاعدة في العراق مع (أسامة) بن لادن». وفي اجتماع يوم الثلاثاء، نظمته القيادة العسكرية الأميركية في بغداد، صرح محلل استخباراتي رفيع المستوى أنه لم يجد أية دلائل تشير إلى موقع المصري منذ شهر يناير (كانون الثاني)، عندما كانت الولايات المتحدة تعتقد أنه كان في العراق. وصرح الكولونيل ستيفن بويلان، المتحدث باسم ديفيد بترايوس: «إن تقديرنا الحالي هو أنه سيظل في العراق». ويستمر بعض المسؤولين العراقيين رفيعي المستوى في القول إن المصري لقيَّ مصرعه العام الماضي، ولم يؤكد الجيش الأميركي هذا الأمر. ولكن صدر إعلانٌ رسميٌّ لزعماء «القاعدة» بالعراق يوضح أن المقاتل المعروف باسم أبو خليل السوري كلف بدور القيادة في الجماعة. ووقع على هذه الوثيقة، التي يعود تاريخها إلى 10 يوليو، السوري بدلا من المصري، الذي كان توقيعه دائما ما يذيل هذه الوثائق. والسوري، الذي لا يُعرف على نطاق واسع خارج العراق، أحد أفراد مجموعة مكونة من 33 مقاتلا تعرف باسم «الصف الأول»، وجاء إلى العراق عام 2003 مع أبو مصعب الزرقاوي، مؤسس «القاعدة» في العراق، وفقا لما رواه الملهمي زعيم شمال الفلوجة. ووصف السوري بـ«الرجل الثاني» بـ«القاعدة». وقال أبو طه اللهيبي، وهو زعيم «القاعدة» في الأنبار، والذي انشق عن الجماعة أخيرا، إنه يعتقد أن هذا الإعلان دليل على أن المصري غادر العراق. وكان من المحتمل أن يحل محله شخص آخر. وذكر اللهيبي، الذي كان يعمل فنيا سابقا بالقوات الجوية العراقية، وهو الآن بالأربعينات من العمر، أن أحد الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها المصري هو مهاجمته الشرسة لحركة الصحوة، التي انضم إليها المتمردون السنة السابقون الذين يحصلون على رواتب من الجيش الأميركي، بدلا من محاولة استعادة تأييدهم. وتسببت الهجمات التي لا تميز المدنيين في خسارة الجماعة لتأييد السكان السنة المحليين، كما قال اللهيبي. وقال: «إن خسارة القاعدة لتأييد السنة مثل عدم قدرة الإنسان على شرب الماء. وبسبب ضعف شخصية المصري وقيادته، ضعفت «القاعدة» بالعراق وانقسمت وفقدت تأييد السنة». وفي بداية هذا الشهر، صرح اللهيبي أن مقاتليه لن يدينوا بالولاء والطاعة للمصري، وأنهم ينسحبون من «القاعدة»، بسبب «الكراهية المتزايدة ضدهم من السنة جراء العمليات غير المفيدة التي تجاهلت العدو الحقيقي، وهي رأس الشر، الولايات المتحدة». وأطلقت المجموعة المنشقة على نفسها اسم أبو أنس الشامي، الذي كان مقاتلا في العراق. ويقولون إنه قتل على أيدي القوات الأميركية. وأعلنت أيضا أنها ستوقف العمليات الانتحارية، ليعرف الناس الفرق بين هذه المجموعة الجديدة و«القاعدة» في العراق. وفي إشارة لما يصفه المسؤولون الأميركيون بالنجاح الذي حققوه في القضاء على المتمردين السنة داخل العراق، توصل الجيش الأميركي أخيرا إلى هوية أحد زعماء «القاعدة» بالعراق خارج البلاد كهدف مهم، وفقا لما قاله المحلل الاستخباراتي الأميركي. وتم التعرف إلى الزعيم أبو غادية، وهو الاسم الذي يتخذه عضو «القاعدة» المولود في الموصل. ويقال إن اسمه الحقيقي هو بدران تركي هيشان المزيدي، في شهر فبراير (شباط) كأحد كبار زعماء «القاعدة» بالعراق، وهو موجود في سورية، ويتحكم في تدفق أغلبية مقاتلي الجماعة القادمين من الخارج، والأموال، والأسلحة إلى العراق، وفقا لمسؤولين في الاستخبارات الأميركية. وصرح كيلر، المسؤول الاستخباراتي رفيع المستوى، أنه ما زالت هناك بعض الشكوك حول تحويل مسار المقاتلين. وأضاف في رسالته الإلكترونية: «ما زلنا نصارع التساؤل حول ما إذا كان هذا يمثل تحولا استراتيجيا من جانب «القاعدة». نعرف أن زعماءها لن يستسلموا تماما في العراق، ولكن قد يجدون في المستقبل أن أفغانستان، أو أي موقع آخر يتم تحديده، مكانا يمكنهم استخدام مواردهم فيه بشكل أفضل». * خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط» وأحسن تعليق...محمد عبد الله، «لبنان»، 01/08/2008 لقد انتهى العراق كساحة حرب رئيسية لمقاتلي القاعدة وهذه نتيجة طبيعية لصحوة الغيارى من أهل العراق الذين رأوا ان القاعدة بدأت تقتل ابنائهم وتخطفهم وتتزوج نسائهم غصبا. لقد انكشف الوجه القبيح للقاعدة الذي كان يتستر باسم الدين والمقاومة وأفلس طرحهم الغبي مقابل طرح الدولة الجديدة ولا ننكر ان المسألة ليست بهذه السهولة فما زال الطريق ليس بالقصير اذ يجب ان يتم اجتثاث بعض الشخصيات السياسية التي مثلت القاعدة في يوم من الايام واظن ان هذه الاسماء معروفة جيدا للشعب العراقي ولا مجال هنا لذكرها. | |||
الاثنين، 23 يونيو 2008
السبت، 7 يونيو 2008
أسامة بن لادن و أيمن الظواهري و الصراع من أجل من البقاء
تعكس رسالتا أسامة بن لادن و رسالة أيمن الظواهري الأخيرة حالة التخبط و العشوائية التي آل إليه تنظيم القاعدة، كما تعكس هذه الرسائل و توقيتها حجم التنافس المرير بين أسامة بن لادن و أيمن الظواهري على قيادة الحركة الجهادية. فلعبة القط و الفأر بين الرجلين طفحت إلى العلن لتعلن أمام الملأ أن ما كان مجرد فرضية إلى حد الآن بات أمرا حقيقيا وحتميا يؤكده الرجلان بمناسبة أو بدون مناسبة.
كلما تحدث أحدهما إلا و جاء بعده الآخر برسالة منافسة تبدو في الوهلة الأولى و كأنها تكملة لرسالة الآخر إلا أن قراءة متأنية و موضوعية تثبت العكس تماما، إذ أن الرجلين في صراع محموم على الظهور الإعلامي و في حرب إعلامية شعارها "الحرب خدعة" إلا أن حنكة الرجلين و دهاءهما حال دون الدخول في سجالات كلامية بحتة لن تنفع بادئها و لن تشفع المستهدف منها. ذلك أن سجالا مباشرا على شبكة الإنترنت لن يخلق إلا مزيدا من المرارة و الإحباط و اللامصداقية.
في رده على أسئلة الشبكة العنكبوتية بدد الرجل الثاني في القاعدة أي آمال في توضيح واقع الوضع السائد في ريادة القاعدة إذ أعلن مسبقا أنه لن يرد على أي سؤال يتعلق بالوضع السائد في هرم السلطة التابع للتنظيم و التناحر المفترض بين أقطابه مؤكدا بذلك أن ما يوصف بخلافات في أوساط القيادة هو واقع سائد. فلو لم يكن الوضع كذلك لقال الظواهري "لا مشاكل بين قادة القاعدة. كل واحد منا يجاهد من موقعه و كل منا مخلص للآخر و ولي أمرنا هو الشيخ أسامة بن لادن." فلماذا لم يصرح الظواهري بكلمات يسيرة تنفي ما يدور في أروقة شبكات التحليل و في عقول الجهاديين حول تعقد الوضع الداخلي للقاعدة؟ السبب أن أي نفي تأكيد و أي تأكيد انتحار نهائي. و بذلك أضحى الظواهري في موقف حرج أجاب أو لم يجب، أكد أو نفى. أما أسامة بن لادن فلم يتطرق إلى الموضوع إطلاقا و كأنه بذلك يقول للسائلين إن القافلة تسير، بما أن قيادته لقافلة القاعدة على حالها فلا كلمة واحدة تفصل بين المنافسين و تشفي غليل السائلين.
مسألة الصراع على هرم القاعدة ليست جديدة فهي تعود و تشتد كلما ظهرت بوادر في الأفق على احتدام الصراع بين أقطاب التنظيم. فالمتتبع لأخبار القاعدة يلاحظ هذا الصراع المحموم بين قطبيها الرئيسيين: قائدها المتهالك أسامة بن لادن و نائبه الطموح أيمن الظواهري. فكلما ظهر واحد منهما برسالة مصورة أو صوتية يتبعه الثاني، بعد أيام قلائل، برسالة تحمل في طياتها نفس المعنى و الفحوى. فهكذا طل علينا الظواهري برسالة إلى أهل غزة و تبعه بعيد ذلك أسامة بن لادن برسالة تدعو الشعب الفلسطيني إلى الإلتحاق بالقاعدة في العراق، و بعد رسالة بن لادن اختار الظواهري مجموعة من الأسئلة المتعلقة بعلاقة القاعدة بحماس الفلسطينية للرد عليها في آخر ظهور له على شبكة الإنترنت. و هكذا يحاول كل منهما أن يستحوذ على القضايا الرئيسية في العالم الإسلامي و على القضية الأم، أي القضية الفلسطينية.
يتنافس الرجلان على الظهور على المواقع الإعلامية، و يتنافسان على القضايا و المواضيع التي يطرحانها، إلا في قضية واحدة ألا و هي قضية الرد على مراجعات السيد إمام الشريف. حيث يبدو أن القضية قضية شخصية تلازم الظواهري و تعكر صفو حياته. فالرجل تحدث عنها في أكثر من مناسبة و خصص أكثر من مئتين صفحة للرد عليها في كتابه "البراءة" بينما لم يذكرها بن لادن و لو مرة واحدة منذ أن أطلقها صاحبها.
"القائدان" إذن يتنافسان على الظهور و اختطاف المواضيع، و يفترقان في معالجة المواضيع الشخصية، لأن ردود الظواهري على مراجعات السيد إمام مسألة شخصية تمس كبرياء الظواهري و تطعن مصداقيته و تأسس حاجزا يحول دون وصوله إلى أعلى هرم السلطة في التنظيم الجهادي.
في المقابل يتأجج الصراع بين الشيخين و يصل إلى أقصى درجاته في محاولتهما اليائسة لاستغلال القضية الفلسطينية لأغراض شخصية بحتة مثلما فعل معظم الزعماء العرب منذ الخمسينيات إلى يومنا هذا و هم يحاولون احتكار هذه القضية و الإطناب في الحديث عنها و ألقاء الخطب العصماء دون أن يحركوا ساكنا و لو قيد أنملة لتغيير الواقع الفلسطيني المرير. فما من زعيم عربي إبتداء من عبد الناصر و مرورا ببومدين إلى القذافي إلى الأسد الإبن إلا و استخدم القضية الفلسطينية لترسيخ حكمه في بلده وبسط استبداده على شعبه باسم مكافحة إسرائيل و فأصبحت فلسطين بوابة للبحث عن شرعية مفقودة.
فالظواهري يوبخ حماس و قادتها لأنهم لم يعترفوا به قائدا و مرجعا و لم يخرج الفلسطينيون على بكرة إبيهم للتظاهر و هم يحملون صور قادة القاعدة أو الظواهري. بل العكس، إذ لا تتردد المنظمة الفلسطينية، و هي أصلا منظمة تابعة للأخوان المسلمين في الأردن و ذراعها السياسي جبهة العمل الإسلامي، لا تتردد في رفض أطروحات الظواهري علنا و محاولاته لاستغلال القضية الفلسطينية. فكم من مرة رد الزعماء الفلسطينيون، و خاصة زعماء حماس، على أطروحات الظواهري بالسلب و الإستنكار و طلبوا منه مرارا التوقف عن التدخل في الشؤون الفلسطينية لأنهم لا يريدون تزكية الإرهاب و لا يودون الخلط بين قضية عادلة و قضية الإرهاب المنبوذة من قبل كل مجتمعات العالم.
كما أن الرجلين يتصارعان على حلبة العراق و يبذلان محاولات يائسة لبسط النفوذ و السيطرة على ما أمكن و ما تبقى من فلول المقاتلين السنة. فكلما تحدث بن لادن إلى "الشعب العراقي" رد عليه الظواهري "بكلمة" صوتية أخرى تحدث ضجيجا إعلاميا وتحاول أن تذكر الجميع بأنه "رقم مهم" في المعادلة الجهادية و أنه صاحب رأي وأنه مرجعية لا مفر منها. و لعل صعود نجم أبي يحي الليبي في هرم القاعدة سيغذي المشاحنات و يؤجج نار المنافسة في صفوف التنظيم خاصة و أن الليبي بدأ مشواره بخطب نارية و "رسائل قاتلة" تؤكد تفوقه الخطابي و الفقهي و تؤسس لمعارك أخرى طاحنة في صفوف "القيادات المجاهدة".
الجمعة، 9 مايو 2008
اسمه حامد الزاوي
عناصر من الشرطة العراقية |
دبي- العربية.نت
وبحسب المسؤول الأمني العراقي الذي عرض صورا للزواي، فإن الأخير بدأ الخطابة في المساجد بشكل منتظم بعد فصله من الجيش قبل أن ينضم إلى تنظيم القاعدة تحت قيادة أبي مصعب الزرقاوي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2006، تم استبدال "مجلس شورى المجاهدين" بـ"دولة العراق الإسلامية" التي تضم بحسب مؤسسيسها بغداد والأنبار وديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى وأجزاء من محافظتي بابل وواسط. وبايعت جميع الحركات البغدادي أميراً.
الأحد، 4 مايو 2008
هذه أدلتنا على تبعية القاعدة لإيران
المتحدث باسم حماس العراق لـ «العرب»: |
هذه أدلتنا على تبعية القاعدة لإيران |
الدوحة - أياد الدليمي : قال المتحدث الرسمي باسم حركة «حماس العراق» إن المجلس السياسي للمقاومة العراقية الذي يتألف من عدة فصائل عراقية مسلحة، عقد مباحثات مع عدد من الحكومات العربية مؤخرا. |
الخميس، 1 مايو 2008
أيمن الظواهري يرثي ضحاياه و يقر بهزيمته
21.04.08
عجيب أمر أيمن الظواهري، الرجل الذي وُلِد ليحي رقما ثانيا إلى آخر أيامه. ها هو "القيادي" الذي لا يقود سوى الكلمات الجوفاء على شبكة الإنترنت يخرج بخرجة أخرى تدعو أكثر من سابقاتها إلى الضحك و السخرية. فالدكتور الشيخ، كما يسميه صديقه في الإرهاب الفكري عبد الباري عطوان، خرج علينا هذه المرة برسالة أخرى سماها رثاء أبي ليث الليبي.
وتجنب كل خلق لم يرق إن ضيق الرزق من ضيق الخلق
كل حي ما خلا الله يموت فاترك الكبر له والجبروت
أطلب الحق برفق تحمد طالب الحق بعنف معتدي
أأحبب الطفل وإن لم يك لك إنما الطفل على الأرض ملك
الخميس، 24 أبريل 2008
الاثنين، 24 مارس 2008
مُقتطَفاتٌ وخواطِرُ
مُقتطَفاتٌ وخواطِرُ
عساها أنْ تكونَ عِبرةً ... لِمَنْ يَعتَبِـر
بقلم المحلِّل السياسيِّ الدكتور حسين محمود
القاهرة
تُصِرُّ القاعدةُ علی اصطناع طائفةٍ من الأساليب الإجراميَّة لتأجيج العُنف الذي تسمِّيه جهادًا ويسمِّيه الدين الإسلاميُّ حِرابةً ويسمِّيه المعاصِرون من علماء التاريخ والسياسة والاجتماع محنةً جَهنَّمـيَّةً أَضرَمت نيرانَها فئةٌ ضالَّـّةٌ ورمت بها المجتمعَ الإنسانيَّ عامَّـةً والمجتمعاتِ الإسلاميَّـةَ خاصَّةً . والعمليَّاتُ الانتحاريَّة من أبشع هذه الأساليب وأبغضها إلی الله وأشدِّها انتهاكًا للشريعة الإسلاميَّة وأبعدِها عن روح الدين[اقرأ المزيد] .
الأربعاء، 19 مارس 2008
القاعدة و بيت التعذيب
بالنسبة للكارثة الراهنة التي توسّع في الشرق الأسط كما عمليات الارهابية و تعذيب و اعدام غير شرعي باسم الله و نفّذ بأياد المجرمين القاعدة , أقدمكم الفلم التالي
السبت، 1 مارس 2008
نجمو لعبة شد الحبل بين إيران و الولايات المتحدة الأمريكية
بقلم ليث زيد سعدون
العلاقات بين الدول تحكمها المصالح لا العواطف. هذه مقولة أثبتت صحتها في العلاقات الإيرانية-الأمريكية. فبرغم العداوة الظاهرة بين البلدين على مختلف الأصعدة، تسيطر البرغماتية السياسية على التعاون الثنائي بين القوة العظمى و القوة الإقليمية الإيرانية.
هكذا يبدو أن التعاون الإستخباراتي الإيراني-الأمريكي بدأ يعطي ثماره على الميدان. فلا يمكن أن يدخل في الحسبان أن أمريكا تستطيع أن تقضي على خصومها من كبار قادة القاعدة، أكان ذلك في أفغانستان أم في العراق، بنفسها دون تنسيق و تعاون وثيق مع أعتى و أقوى جهاز إستخباراتي في المنطقة: جهاز المخابرات الإيرانية.
فرغم أن إيران و الولايات المتحدة يبدوان في أولة وهلة أنهما في صراع مرير للسيطرة على مجرى الأحداث و منابع الثروة في الخليج و العراق و أفغانستان، بالإضافة إلى النووي، إلا أن الحكمة القائلة بأن "عدو عدوي صديقي" أثبتت صحتها في العلاقة بين الدولتين. فبعد سلسلة من اللقاءات العلنية بين الطرفين أطلق عليه مصطلح "الحوار" بدأ النقيضان تعاونهما العملي في الخفاء و ذلك لدحر و استئصال العدو المشترك: القاعدة و أتباعها السلفيين الجهاديين اينما كانوا. و الطرفان أمام خيار واحد لا ثاني له: التعاون من أجل المصلحة المشتركة، و البقاء الفعال على الساحة.
الإدارة الأمريكية تريد نصرا سريعا و باهرا ضد القاعدة. و هذه الإدارة لن تتوان لحظة و لن تتردد هنيهة في استعمال كل الوسائل، و لو تطلب منها ذلك التعامل مع الشيطان، لتحقيق هذا الغرض و لو على حساب بعض المبادئ. ذلك لأن القضاء على القاعدة قبل نهاية ولاية الرئيس بوش يعتبر تتويجا لسياساته الرامية إلى استئصال شوكة القاعدة و تحقيق النصر النهائي.
أما إيران الشيعية فمشكلتها مع القاعدة و الجماعات الجهادية السنية معركة طويلة الأمد و تريد استغلال الوجود الأمريكي في المنطقة لتحقيق هدف أضحى من أولويات الملالي الإيرانيين: القضاء على العدو السني قبل أن يسترجع أنفاسه و يؤسس دولا في أفغانستان و العراق تهدد سيطرة إيران على المنطقة. و إيران محاصرة بين فكي القاعدة: القاعدة الأم في أفغانستان و القاعدة في بلاد الرافدين. و للقاعدة تاريخ مرير مع نظام الملالي في طهران الذي يقبع في أقبيته عشرات السجناء الجهاديين الذي حاولوا استخدام التراب الإيراني معبرا للمرور من و إلى العراق، من بينهم أعضاء من أسرة بن لادن، كإبنه سـعـد، و أسماء أخرى مشهورة في قيادة القاعدة. و قد نجح النظام الإيراني، على ما يبدو، في استغلال ضعف بعض هذه القيادات و ميولاتها المتذبذة و شق شرخ في أوساط القاعدة، تحت التهديد أحيانا و تحت وقع الإغراءات المادية و المعنوية في أغلب الأحيان. و هكذا دفع النظام الإيراني قيادين في التنظيم الجهادي إلى التخلي عن قناعاتهم السابقة و ترك القاعدة و خيانة رسالتها الجهادية إما بحثا عن حياة أفضل في عاصمة "الروافض" أو ثأرا بالقيادة العليا للقاعدة التي يشعرون بأنها تركتهم بدون سند و لم تعمل على "تحريرهم" من قبضة الفرس.
و أحسن صورة لهذا التحول في حياة الجهاديين الذين وقعوا في أسر الإيرانيين ما أقدم عليه مؤخرا القيادي الجهادي نجم الذي لم ير أي حرج في خيانة القاعدة و مساعدة أمريكا، عبر الإيرانيين، على قنص قادة القاعدة واحدا تلو الآخر. و آخرضحية من ضحايا نجم هو أبو ليث الليبي الذي قتله صاروخ أمريكي في بداية هذا الشهر في وزيرستان.
و لعل نجم لم يكن يعرف بأن اعترافاته للمخابرات الإيرانية و معلوماته عن رفاقه في الجهاد ستجد طريقها إلى المخابرات الأمريكية، و لكن سواء عرف أو لم يعرف فالنتيجة واحدة: خيانته سببت مرة أخرى في مقتل أحد القادة الكبار في صفوف القاعدة.
و خيانة نجم ليست وليدة الأمس. فهو الذي باع "أمير القاعدة في بلاد الرافدين" أبو مصعب الزرقاوي للإرانيين الذين زودوا الأمريكان بدورهم بالمعلومات الدقيقة التي أدت إلى قتل رامبو الرافدين. و لو العمل الإستخباراتي الذي قام به نجم مع الإرانيين لما وصل الأمريكان إلى معقل الزرقاوي. و قد أدى مقتل الجهادي الأردني في العراق إلى دق ناقوس الخطر و توقف سيل حركة القاعدة عبر إيران خشية الوقوع في كمائن نجم التي ينصبها ضد رفاقه السابقين.
و ستكون الأيام القادمة حافلة بالإغتيالات "المستهدفة" أي التي يخطط لها مسبقا من قبل المخابرات الأمريكية في العراق، بالتعاون مع المخابرات الإيرانية و ذلك بناء على المعلومات الدقيقة التي يقدمها نجم عن اتصالاته مع مختلف حركي القاعدة الذين لم يستفقوا بعد و لم يدركوا مدى و خطورة التعامل مع ياسين و النتائج الكارثية التي تترتب على خيانته لهم.
ترى من هي الضحية القادمة لنجم؟ ربما الظواهري أو بن لادن أو أحد القادة من "الصف الثاني" من صفوف القاعدة أو أحد الممولين المقيمين في بلدان الخليج، و عددهم لا يحصى، و هو على علم و اتصال دائم بهم ما دامت القيادة العليا للقاعدة تعتبره مهما و حلقة وصل بين الجهاديين المقيمين في إيران و باقي الجهاديين المقيمين في الخليج. فمن تجرأ على خيانة واحدة لن يتردد في خيانات أخرى، تلكم هي طبيعة الإنسان.
الجمعة، 22 فبراير 2008
هـل يـتـوب بن لادن؟
هـل يـتـوب بن لادن؟
بقلم ليث زيد سعدون
هل يستفيق أسامة بن لادن، يوما ما، و يعلـن أمام الملأ توبته قبـل أن تـُـعلن من قبل آخرين كهزيـمة؟ هـل يستغل أبو الجهاد الإلكـتروني ما تبـقى له من صيت في أوسـاط الـجهاديين و يـسـتـبق الهزيمة المحتومة؟ هل يعترف يوما بأن ما اقترفه من جرائم ضد المسلمين بصورة مباشرة في العراق و أفغانستان أو غير مباشرة بأفعاله التي جعلت العالم بأسره ينظر إلى كافة المسلمين نظرة شك و ريب، هل يعترف بأن هذه الأفعال ضررها أكثر من نفعها؟ هـل يعترف يوما بأن العشرات من الآلاف من المسلمين الذين قضوا نحبهم في العراق بفضل سياراته المفخخة ضحايا لأفكاره الشاذة الغريبة عن سماحة الإسلام نظريا و عمليا ماتوا خطأ بسبب نزوة شخصية عابرة؟
لقد أ ُعطي أسامة بن لادن قدرا كافيا من الوقت وفرصا عديدة لمراجعة نفسه و العودة إلى جادة الصواب و لعله يدرك يوما أخطاءه و يتراجع عن خطته الجهنمية لتكفير المسلمين و خلق الفتنة بين فرقهم لسبي النساء و رفع أعداد الآرامل و الأيتام. فسماحة الإسلام تدعو أهل الخطايا إلى الإعتراف بأخطاءهم طلبا للرحمة والمغفرة، فقد جاء في سورة النور، الآية 31 "و توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون."
فإن كان بن لادن مؤمنا بحق فما عليه إلا أن يكف عن تحريض الشباب المسلم لقتل المؤمنين و سفك دماء البشر من مسلمين و غير مسلمين، ذلك أن زرع الفتنة و قتل الروح البريئة من أسوء ما يمكن للمسلم أن يقترفه. و إن كان بن لادن مؤمنا بحق فما عليه إلا أن يعد خطابا مفصلا يقرأه على الملأ عبر الوسائل الإعلامية التي إعتاد استعمالها لمخاطبة مستميعه ليحث الشباب على وقف الأعمال الإجرامية التي تزهق أرواحهم و أرواح الأبرياء من المسلمين في العراق و الجزائر و أفغانستان و غيرها من البلاد التي يقطنها الشباب المسلم الذي يبحث عن أجوبة لأسئلة محيرة و لم يجدها في كلمات بن لادن الرنانة التي تدعو إلى القتل و الدمار.
هناك مؤشرات على تراجع خطاب بن لادن في أوساط الشباب، كما أن هناك مؤشرات تدل على تغير منهجي في لغة بن لادن الدعائية حيث ظهرت في الآونة الأخيرة و كأنها أصيبت بوهن و ترهل. فقد ذكر في رسالته الصوتية "إلى الشعب العراقي" أن مجال التوبة مازال مفتوحا، قائلا: "و ينبغي المسارعة و التوبة إلى الله تعالى من الذنوب و لا سيما الكبائر كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله و السحر و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق و أكل الربا و أكل مال اليتيم و التولي يوم الزحف و قذف المؤمنات الغافلات (متفق عليه)." و لعل الأفكار الواردة في مراجعات السيد إمام و توبة هذا القائد الجهادي أثرت أيما تأثير على مجرى الأحداث و دفعت بأسامة بن لادن إلى التفكير في استباق الأمور، قبل انفلاتها، و استفحال ظاهرة المراجعات و التوبة في أوساط الجهاديين.
و قد يكون هذا التوجه للتوبة و الإعتراف بالخطأ نتيجة لليأس الذي بات يخيم على مضاجع الإسلامويين و يعكر صفو حياتهم بسبب الهزائم الميدانية و عدم تحرك قضيتهم قيد أنملة منذ إعلانهم الجهاد ضد البشرية جمعاء. فالقضية الأم، القضية الفلسطينية، لم يصلها صدى خطابات و خرجات بن لادن الإعلامية حيث لم تجد أذنا صاغية و لم يعلن إنتحاري فلسطيني و احد بأنه أقدم على فعلته تحت تأثير بن لادن أو أي واحد من أتباعه، بل أصدرت الجماعات الفلسطينية بيانات تحذر فيها القاعدة من تبني قضيتها خشية تحويلها من مسارها التحرري الأصلي. كما أن المسلمين لم ينتفضوا، شرقا وغربا، لتطبيق ما يدعو إليه بن لادن و أتباعه من قتل و حرق ودمار.
إن الله يمـهل و لا يهمل. هذا القول نداء لبن لادن ليراجع نفسه و يعود إلى الطريق المستقيم و ذلك قبل فوت الأوان. و هنا أقول قبل فوات الأوان لأن ملامح الهزيمة النكراء لما يسمى بالقاعدة و ما تسميه جهادا بهتانا و افتراء باتت واضحة. فخير لبن لادن و أزلامه أن ينسحبوا بشرف، إن بقي هنالك شرف، و يسألوا الله المغفرة و التوبة و يخلصوا البشرية من شر ما خلق.
www.alsahaafah.blogspot.com
السبت، 22 ديسمبر 2007
القاعدة و البيت التعذيب
بالنسبة للكارثة الراهنة التي توسّع في الشرق الأسط كما عمليات الارهابية و تعذيب و اعدام غير شرعي باسم الله و نفّذ بأياد المجرمين القاعدة , أقدمكم الفلم التالي
لم يشاهد هذا الفلم على الانترنت المفتوح من قبل
http://video.google.com/videoplay?docid=-9089532722810348478
يحتوي الفلم على صور ومشاهد صعبة , الرجاء الانتباه
السبت، 1 ديسمبر 2007
أَطفالُنا في بَراثِنِ الإرهابِيِّينَ
بقلم الدكتور حسين محمود
جاءَ في بَعضِ الجرائدِ أنَّ مُقاتِلي الطَّالِبان يُوفِدُونَ رُسُلَهم إلى المدارِسِ المنتَشِرَةِ في القُرَى النَّائِيةِ مِنْ دَولةِ أفغانستان ، لا سِيَّما المدارِسُ الدِّينِيَّةُ . والغايةُ الَّتي يَتوخَّاها أولئكَ الرُّسُلُ هي إغْراءُ التَّلاميذِ بالانضمامِ إلى صُفوفِ المقاتِلِينَ . والجديرُ بالذِّكرِ في هذا المَقامِ أمْـرانِ :
أوَّلُهُما أنَّ الهدَفَ المُفَضَّلَ لعَمَليَّاتِ الاستِقطابِ هو طائفةٌ مِنْ تلامِذةِ المدارِسِ الابتدائيَّةِ تَتراوحُ أعمارُهم بينَ الحاديةَ عَشْرَةَ والخامِسَةَ عَشْرَةَ .
والأمْرُ الثَّاني أنَّ الأهْلَ وأولِياءَ الأمُورِ لا يَعلَمُونَ شيئًا عَنْ عَمليَّاتِ الاستِقطابِ ، وأنَّ انضمامَ أبنائِهم إلى صُفُوفِ المقاتِلينَ يَقَعُ عليهِم وَقْعَ الصَّاعِقَةِ ، وأنَّهم يَضِجُّونَ بَعدَ ذلكَ بالاحتِجاجِ والشَّكوَى والتَّوَسُّلِ فلا تَجِدُ أصواتُهم عِندَ رجالِ الطَّالِبان آذانًا صاغِـيَةً ، ولا أذْهانًا واعِيَةً ، ولا أفْئِدةً تَخْفِقُ لبُؤْسِ المفجُوعِينَ .
ومَصادِرُ الإعلامِ تُحدِّثُنا بأنَّ عَدَدًا كبيرًا مِنَ التَّلاميذِ استجابُوا لما ظَـنُّوه نِداءَ الدِّينِ ودُعاءَ الواجِبِ ؛ وتَوالَتِ الأحْداثُ عليهِمْ بَعدَ ذلك في سُرعةٍ خاطِفةٍ : فإذا بِهِمْ يُقْصَوْنَ عَنْ أهلِهِم وقُراهُم ، وإذا بِهِمْ يُحتجَزُونَ في مُعَسْكَراتٍ خاصَّةٍ قد ضُرِبَتْ بينَها وبينَ العالمَِ الخارِجيِّ حُجُبٌ كِثافٌ وأستارٌ صِفاقٌ ، وإذا بِهِمْ يُلَقَّـنُونَ دُرُوسًا مُضلِّلةً في "أدَب الاستِشهادِ" يُسمِّيها عُلماءُ النَّفْسِ "غَسِيل الدِّماغ" ، وإذا بِهِمْ يُدرَّبونَ على التَّمَنْطُقِ بحزامٍ ناسِفٍ وتَفجيرِ أنفسِهِمْ متى آنَ لهم أنْ يَقُومُوا بِعمليَّةٍ انتِحارِيَّةٍ .
وفي شَرْقِ أفغانستان ، أقْبَلَ صَبِيٌّ ذاتَ يومٍ على حاجِزٍ للتَّفْتِيشِ مُستَنجِدًا ببعضِ ضُـبَّاط الشُّرطةِ ، فَنَـزَعُوا عنه حِزامَهُ النَّاسِفَ . كانَ مُقاتِلُو الطَّالبانِ قد كَلَّفوا الصَّبِيَّ بأنْ يمضيَ إلى دَوريَّةٍ أمريكيَّةٍ حتَّى إذا تَوَسَّطَها ضَغَطَ على زِرٍّ تحتَ سُتْرَتِهِ ؛ وكانَ أولئكَ المقاتِلُونَ قَدْ زَعَمُوا للصَّبِيِّ أنَّه إذا ضَغَطَ على الزِّرِّ انتَـثَرَتْ مِنْ حَولِهِ الأزهارُ . لكِنَّ الخوفَ مَلَكَ على الصَّبِيِّ أمْرَهُ حِينَ وجَدَ نفسَهُ وحِيدًا في الطَّريقِ . كانَ عِندَئذٍ في السَّادسةِ مِنْ عُمْرِهِ .
وقَدْ هالَ الخَطْبُ آباءَ التَّلاميذِ وأقْطابَ السِّياسةِ ورِجالَ الدِّينِ ، فَـنَدَّدَ الرَّئيسُ كرزاي بهذا الجُرْمِ الَّذي يُحَوِّلُ الصِّبْـيَةَ الصِّغارَ عَنْ مَقاعِدِ الدَّرسِ ويَقذِفُ بِهِمْ إلى فَوْهَةِ الجحِيمِ . كذلكَ وجَّهَ المُلاَّ نَذِير نِداءً إلى مُقاتِلِي الطَّالِبان عَسَى أنْ يُثْنِيَهم عَنِ التَّضْحِيَةِ بهؤلاءِ الصِّبْـيَةَ الأبرياءِ . لكِنَّ مُقاتِلِي الطَّالِبان ماضُونَ في غَيِّهِمْ لا يَردُّهم نُصْحٌ ولا إرشادٌ :
لا يَعنِيهِمْ أنَّ الله يقولُ : "قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أولادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ .
ولا يَعنيهِمْ أنَّ الشَّريعَةَ الإسلاميَّةَ تُحَرِّمُ الانضِمامَ إلى الجِهادِ إذا أدَّى إلى مُخالَفةِ الوالِدَيْنِ أوِ الحاكِمِ الشَّرْعِيِّ .
ولا يَعنيهِمْ أنَّ عَددًا كَبيرًا مِنْ أبْـرَزِ رِجالِ الإفْتاءِ في عَصْرِنا قد نَدَّدُوا بالعُنفِ الَّذي تَصْطَنِعُهُ الجماعاتُ المتطرِّفةُ ، ونَفَوْا أنْ يَمُتَّ إلى الجِهادِ بِصِلَةٍ ، وبَيَّنوا أنَّه فِتْـنَةٌ تُسِيءُ إلى الإسلامِ والمسلِمِينَ ، وأعلَنُوا أنَّه ضَرْبٌ مِنَ الفَسادِ في الأرضِ يَستَـنْزِلُ غَضَبَ اللهِ ويَسْـتَوْجِبُ عَذابَ الآخِرةِ .
والواقِعُ أنَّ استِغلالَ الأطفالِ على هذا النَّحْـوِ الوَحْشِيِّ لَيْسَ مَقصُورًا على دَولةِ أفغانستان : فأنْتَ تَجِدُهُ شائِعًا في الشِّيشانِ والعِراقِ وتُونِسَ والجزائرِ والمغرِبِ وحَيثُما ابتُلِيَ النَّاسُ بِمِحْـنَةِ التَّطرُّفِ . نَقرَأُ في بَعضِ ما يَصِلُنا مِنْ أنْباءِ العِراقِ أنَّ عُمَلاءَ القاعِدةِ يختَطِفُونَ الأطْفالَ ويَشْـتَطُّونَ في المطالبةِ بالفِدْيَةِ ؛ فإنْ عَجِزَتِ الأُسْرةُ عَنْ تَأديةِ الفِدْيةِ عُذِّبَ الطِّفْلُ تَعذِيبًا هَمَجِيًّا ثُمَّ قُتِلَ . ومِنَ الأطفالِ الَّذِينَ تَعَرَّضُوا لهذا الضَّرِّ صَبِيٌّ عِراقيٌّ لم يَتجاوَزِ السَّادِسةَ مِنْ عُمْرِهِ اسمُهُ غالِب إبراهِيم ، اختَطفَهُ نَفَرٌ مِنْ عُمَلاءِ القاعِدَةِ في بَعْقُوبَةَ يومَ 7 أيَّـار – مايو - سنةَ 2006 ، وطالَبوا أُسْرتَه بفِدْيةٍ بَلَغَتْ مِئةً وثَلاثينَ ألفَ دولارٍ أمريكيٍّ . ولم يَتَيَسَّرْ للأُسْرَةِ أنْ تجمَعَ هذا القَدْرَ الكبيرَ مِنَ المالِ ، ولم تَملِكْ إلاَّ التَّوَسُّلَ والتَّضَرُّعَ ؛ فَمَا هي إلاَّ أيـَّـامٌ ثلاثةٌ حتَّى وُجِدَ الصَّبِيُّ مَقتُولاً قد شُوِّهَتْ جُثَّـتُهُ أَبْشَعَ تَشْوِيهٍ ومُثِّلَ بها شَرَّ تمثيلٍ . قالَ الَّذِينَ عَثَرُوا على الجُـثَّةِ بالقُرْبِ مِنْ محطَّةٍ لتَنْـقِيَةِ المياهِ إنَّ الجُناةَ تجرَّدوا مِنْ كافَّةِ الخِصالِ الَّتي تمتازُ بها النَّفْسُ الإنسانِيَّةُ ، فَضَرَبُوا الطِّفْلَ ضَرْبًا مُبرِّحًا تَوَرَّمَ له الجَسَدُ كلُّه ؛ وجَرَّحُوا الصَّدْرَ والظَّهْرَ بِمِدْيَةٍ حادَّةٍ ؛ وعَمَدُوا إلى الجُمْجُمَةِ فأعْمَلُوا فيها مِثْقابًا كَهْرَبائيًّا وبالَغُوا في مَدِّ الثُّقُوبِ حتَّى غارَتْ في أَعْماقِ المُخِّ . أَفَعَلُوا هذا كلَّهُ والطِّفْلُ حَيٌّ ؟ أَأَخَّرُوا بَعْضَهُ حتَّى فارَقَ الطِّفْلُ الحياةَ ؟ لا نَعرِفُ لذلكَ جوابًا أكيدًا ، لكنَّا نعرِفُ أنَّ القَسْوَةَ لا تَقِفُ عِندَ حَدٍّ إذا خَلَتِ القُـلُوبُ مِنْ رَوْحِ اللهِ . أجِهادٌ هذا أمْ إجْرامٌ وفَسادٌ في الأرضِ ؟ ومَعَ ذلكَ يُساقُ أطفالُنا إلى الموتِ تحتَ رايتِهِ ، وتُراقُ دماؤُهُمْ على مذبحِهِ . أَيَظُنُّ الجُناةُ أنهم مُفْلِتُونَ مِنْ عِقابِ اللهِ وهو القائِلُ: "أَلاَ لَعْـنَةُ اللهِ على الظَّالِمِينَ" ؟
ونَقرأُ في جَريدةٍ يوميَّةٍ مَقالاً للأستاذ محمَّد مُقدَّم يُبـيِّنُ أنَّ التَّضحِيَةَ بالأطْفالِ في العَمَليَّاتِ الانتِحاريَّةِ قَدْ غَدَتْ حِرْفَةً يَغتَني بمزاولتِها تُجَّارُ المَوْتِ مِنْ عُمَلاءِ القاعِدةِ ؛ ومِنْ هؤلاءِ التُّجَّارِ رَجُلٌ يُدْعَى عِيسَى اعتَقلَتْهُ الشُّرْطَةُ الجزائرِيَّةُ فاعتَرَفَ أثناءَ التَّحقِيقِ بأنَّه كانَ يَتقاضَى مَبْلَغًا كَبيرًا مِنَ المالِ عَنْ كُلِّ طِفلٍ يَبعَثُ بِهِ إلى رِجالِ القاعِدةِ المُشْرِفِينَ على العَمَلِيَّاتِ الانتحارِيَّةِ . أهذا ما يَراهُ تَنظيمُ القاعِدةِ تِجارَةً رابِحةً ؟ هَلاَّ تَدبَّـرَ زُعماؤُهُ قَوْلَ اللهِ عَـزَّ وجَـلَّ :" الله يَستهزِئُ بهِمْ ويَمُـدُّهُمْ في طُغْيانِهِمْ يَعْمَـهُونَ . أُولئكَ الَّذِينَ اشتَـرَوُا الضَّلالَةَ بالهُدَى فَمَا ربِحَتْ تِجارَتُـهُمْ وما كانُوا مُهْـتَدِينَ" .
لقَدِ اقتَرَفَ تَنظِيمُ القاعِدَةِ وسِواهُ مِنَ الجماعاتِ الإرهابيَّةِ ذُنوبًا لا يُحْصِيها العَدُّ ؛ لكنَّا لا نَعْرِفُ شَرًّا أثارَ الرَّأيَ العامَّ في أقْطارِ الأرْضِ كُلِّها كَمَا أثارَهُ هذا الاستِهْتارُ الخَطِيرُ بأرواحِ الأطفالِ الأبرياءِ . ومَثَلُ هذه الجماعاتِ كمَثَلِ القَريَةِ الَّتي وَرَدَ ذِكرُها في قَوْلِ اللهِ تَعالى : وإذَا أَرَدْنا أنْ نُهْلِكَ قَرْيةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها ففَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرناها تَدْمِيرًا .