الجمعة، 9 مايو 2008

اسمه حامد الزاوي

اسمه حامد الزاوي وكان ضابطا سابقا في الجيش العراقي
مسؤول عراقي يكشف للعربية عن شخصية "أبو عمر البغدادي"

عناصر من الشرطة العراقية

دبي- العربية.نت

كشف قائد شرطة مدينة حديثة عن شخصية المسؤول الأول عن تنظيم القاعدة في العراق الذي يسمى زعيم تنظيم دولة العراق الإسلامية أبو عمر البغدادي. وقال العقيد فارق الجغيفي إن البغدادي هو ضابط سابق في جيش صدام حسين يدعى حامد الزاوي، وذلك بحسبما ما ذكرت قناة "العربية" الأربعاء 7-5-2008.

وبحسب المسؤول الأمني العراقي الذي عرض صورا للزواي، فإن الأخير بدأ الخطابة في المساجد بشكل منتظم بعد فصله من الجيش قبل أن ينضم إلى تنظيم القاعدة تحت قيادة أبي مصعب الزرقاوي.

ونشأ تنظيم "دولة العراق الإسلامية إثر دعوة مؤسس تنظيم القاعدة جناح العراق، أبو مصعب الزرقاوي، لانضواء جميع الحركات المسلحة السنية تحت لواء واحد، تحت مسمى "مجلس شورى المجاهدين"" في ديسمبر/كانون الأول عام 2005، وقد تولى أبو حمزة المهاجر، الذي يعُرف كذلك بـ"أبو أيوب المصري" زعامة القاعدة خلفاً للزرقاوي عقب مقتل الأخير في غارة أمريكية في يونيو/حزيران 2006.

وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2006، تم استبدال "مجلس شورى المجاهدين" بـ"دولة العراق الإسلامية" التي تضم بحسب مؤسسيسها بغداد والأنبار وديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى وأجزاء من محافظتي بابل وواسط. وبايعت جميع الحركات البغدادي أميراً.

الأحد، 4 مايو 2008

هذه أدلتنا على تبعية القاعدة لإيران

المتحدث باسم حماس العراق لـ «العرب»:
هذه أدلتنا على تبعية القاعدة لإيران

الدوحة - أياد الدليمي : قال المتحدث الرسمي باسم حركة «حماس العراق» إن المجلس السياسي للمقاومة العراقية الذي يتألف من عدة فصائل عراقية مسلحة، عقد مباحثات مع عدد من الحكومات العربية مؤخرا.
وأوضح أحمد صلاح الدين في حوار خاص مع «العرب» أن العديد من الحكومات العربية طالبت المقاومة العراقية بتشكيل جبهة سياسية للمقاومة يمكن التحدث إليها «ومن خلال رؤيتنا للواقع الميداني في العراق بعد سنوات من المقاومة وحتى لا تقوم أطراف أخرى بقطف ثمار المقاومة العراقية قررنا تشكيل المجلس السياسي للمقاومة العراقية وهو يتألف من عدة فصائل مقاومة على رأسها الجيش الإسلامي في العراق وحركة المقاومة الإسلامية (حماس العراق)، بالإضافة إلى الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) وفصائل أخرى، وفعلا كان انبثاق المجلس مؤشرا لبداية جديدة من عمل المقاومة العراقية، حيث عقد المجلس السياسي للمقاومة عدة لقاءات مع حكومات عربية من بينها جمهورية مصر العربية». وفيما إذا كانت تلك اللقاءات هي تمهيد للتفاوض مع القوات الأميركية قال صلاح الدين «لقد قمنا بنقل وجهة نظر الفصائل العراقية المسلحة إلى تلك الحكومات وبيَّنا لهم أننا لا نرغب في قتال أميركا لأنها أميركا ولكننا نرغب في تحرير بلدنا من الاحتلال وعودة الأمن والاستقرار، ونعتقد أن وجهة النظر هذه حتما ستنقل إلى الإدارة الأميركية».
وحول حقيقة ما يشاع أن حركة حماس العراق التي انبثقت من كتائب ثورة العشرين قد قاتلت إلى جانب القوات الأميركية في ديالى ضد القاعدة قال صلاح الدين «هذا ليس صحيحا، لقد قال الأميركيون إن كتائب ثورة العشرين قاتلت إلى جانبهم ضد تنظيم القاعدة في ديالى، ولم تقل حماس العراق، وحتى هذا الأمر ليس صحيحا، المسألة وما فيها أن عدي البهرزاوي كان أحد قادة كتائب ثورة العشرين في ديالى ولكن الكتائب قامت بفصله وبعد أن انقسمت الكتائب إلى حماس العراق والكتائب وبعد أن أصبحت ديالى في العموم ضمن حماس العراق صار منطقيا أن ينسب البهرزاوي إلى حماس العراق وهذا أيضاً ليس صحيحا، وكنا قد أصدرنا بيانا بشأنه قبل أن يندلع قتال القوات الأميركية ضد القاعدة في ديالى، غير أنه بقي يتكلم باسم الكتائب وكان يحضر اجتماعات مع القوات الأميركية بهذا الاسم، وحتى بعد أن قتل في ديالى قبل شهرين وضع في لافتة نعيه أنه أحد قادة كتائب ثورة العشرين».
وبين المتحدث باسم حماس العراق أنهم قاتلوا القاعدة وخاصة في ديالى ولكن ليس مع القوات الأميركية «قاتلناهم منفردين مثلنا مثل العديد من فصائل المقاومة العراقية التي اصطدمت مع القاعدة».
وعن أسباب الاصطدام مع تنظيم القاعدة قال صلاح الدين «أولا نحن لا ننظر إلى القاعدة على أنها تنظيم مقاوم فهي صاحبة أجندة خاصة تتعدى حدود العراق، وهذا كان واضحا منذ أن أعلن أبومصعب الزرقاوي بيعته لأسامة بن لادن، لقد كان تنظيم الجهاد والتوحيد الذي قاده الزرقاوي بعد احتلال العراق قريبا إلى كافة فصائل المقاومة العراقية بل إنه كان بصدد التوحد مع الجيش الإسلامي في العراق، ولكن بعد إعلان بيعة الزرقاوي لابن لادن تغيرت الأمور كثيرا حيث باتت القاعدة تجاهر بأفكارها وأهدافها وعدائها وتكفيرها لكل من دخل العملية السياسية بما فيها الأحزاب العربية السنية، ثم بعد مقتل الزرقاوي بدأت القاعدة تصعد من هجماتها ضد الفصائل العراقية المقاومة حتى أنها باتت في المرتبة الأولى من أولويات قتال القاعدة وهنا حصل الصدام والقتال بينها وبين أغلب فصائل المقاومة العراقية، بما فيها كتائب ثورة العشرين عندما تجرأت القاعدة وقتلت حارث الضاري ابن شقيق الشيخ حارث الضاري أمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق». واتهم صلاح الدين تنظيم القاعدة في العراق بالتبعية لإيران مؤكدا أن لديهم العشرات من الأدلة على تبعية هذا التنظيم لإيران وقال «لقد عثرنا على أموال إيرانية (تومان) في المقار التي تم اكتشافها والتابعة للقاعدة كما تم الاستيلاء على أسلحة إيرانية ناهيك عن اعترافات مسجلة بالصوت والصورة لمقاتلين في القاعدة تحدثوا عن تلقيهم تدريبات في معسكرات بإيران كما أن جرحى القاعدة ينقلون إلى إيران لتلقي العلاج».
وكشف المتحدث باسم حماس العراق أن القائد الحقيقي لتنظيم القاعدة هو أبوأيوب المصري وأن البغدادي هو شخصية عراقية ينسب إليها الكثير من الأشياء لإظهار التنظيم على أنه عراقي.
وكشف صلاح الدين أن المصري أنقذ من الاعتقال على يد جهاز مخابراتي عربي بواسطة سيارة دبلوماسية تابعة للسفارة الإيرانية، دون الدخول في المزيد من التفاصيل.

وحول حقيقة الخسائر الأميركية في العراق وانخفاض مستوى العمليات القتالية ضدها في العراق قال صلاح الدين «الخسائر الأميركية في العراق أكبر بكثير من تلك المعلنة ونحن نرصد بشكل يومي الخسائر البشرية والمادية في صفوفها من خلال تصوير العمليات المسلحة ضدها، ولكن كما هو معروف فإن أميركا لا تعلن سوى عن خسائرها في صفوف الأميركيين الذين يحملون الجنسية الأميركية، أما انخفاض مستوى العمليات فهذا أمر حاصل وهو ناتج عن جملة أسباب، ربما من بينها -والذي غالبا ما يتم التعمية عليه- هو أن المقاومة العراقية بدأت تلجأ إلى أساليب جديدة في القتال تعتمد على العمليات النوعية وليس الكمية، كما أن هناك ارتفاعا ملحوظا في تلك العمليات خلال الفترة الماضية وهو ما تم تسجيله حتى في التقارير الأميركية التي صدرت مؤخرا».
وبيَّن صلاح الدين أن حجم تنظيم القاعدة في العراق اضمحل كثيرا خلال الفترة الماضية «وأستطيع القول إن وجوده الآن لا يعادل سوى %15 من وجودها قبل عام، وإن كانت القاعدة قد بدأت تلجأ هذه الأيام لتنفيذ عمليات انتحارية فإن هذه العمليات ليست دليل قوة هذا التنظيم أو ذاك».
وشدد المتحدث باسم حماس العراق على أن «أميركا هي عدونا الأول ولكن إيران عدونا الأخطر، أميركا تريد النفط وربما تريد بناء قواعد عسكرية أو تريد البقاء لسنوات في العراق أما إيران فإنها تريد الاستئصال والسيطرة وتغيير المعتقدات والأفكار، إيران تسعى إلى تغيير ديمغرافية المناطق السنية وخاصة العاصمة بغداد».

الخميس، 1 مايو 2008

أيمن الظواهري يرثي ضحاياه و يقر بهزيمته

21.04.08

عجيب أمر أيمن الظواهري، الرجل الذي وُلِد ليحي رقما ثانيا إلى آخر أيامه. ها هو "القيادي" الذي لا يقود سوى الكلمات الجوفاء على شبكة الإنترنت يخرج بخرجة أخرى تدعو أكثر من سابقاتها إلى الضحك و السخرية. فالدكتور الشيخ، كما يسميه صديقه في الإرهاب الفكري عبد الباري عطوان، خرج علينا هذه المرة برسالة أخرى سماها رثاء أبي ليث الليبي.

أن يرثي الظواهري ضحيته، الذي بات مؤكدا بأن له الضلع الأكبر في التخلص منه بسبب تنامي دور المقتول في قيادة القاعدة، فهذا شيء عادي، لأن الظواهري يريد برثاءه لليبي أن يبرأ ساحته و يستبق أية إتهامات له بمقتل القيادي الصاعد. أما أن يستعمل هذه المناسبة للرد على مراجعات شيخه و معلمه سيد إمام الفضل فذلك أمر لا يستدعي الحيرة لأن الرجل عودنا منذ رحيله إلى أفغانستان و محاولاته اليائسة للتربع على عرش القاعدة أنه يفعل كل ما في وسعه، حلال كان ذلك أم حرام، كي يقود خوارج القاعدة، مهما كلف الثمن.

مسألة غدر الليبي و التخلص منه من قبل الظواهري أمر مفروغ منه لأن الرجل عازم على مواصلة قتل المسلمين سواء بطريقة مباشرة مثل ما يفعله في اقتناص كل من تسول له نفسه أن ينافسه على قيادة القاعدة، أو بطريقة غير مباشرة على غرار ما يقوم به بتحريض و دفع الشباب المسلم إلى الإنتحار و القتل و الدمار في العراق و الجزائر و غيرها من بلاد المسلمين.

ليس بالجديد في حياة الشيخ الدكتور قتل المنافسين و المناوئين. فقد أفاد الإستخبارات المصرية بعيد مقتل السادات بكل التفاصيل المتعلقة برفاقه في الجهاد المصري و إلصاق التهم بهم، أدت إلى اعتقال أعداد منهم و إعدام نفر منهم. و كان من ضحايا الظواهري في تلك الفترة شباب آمنوا بقضية الجهاد، نذكر منهم عصام القمري، إبراهيم سلامة، و نبيل نعيم.

إذن، ليس القتل جديدا في حياة الشيخ. و أول ضحية له ذلك الشاب اليافع الذي لم يتعد الخمسة عشر ربيعا حينما أصدر الشيخ الدكتور قرارا بإحالته على "المحكمة الشرعية" التابعة للجهاد المصري و بإعدامه لاحقا في القاهرة في الثمانينات بتهمة العمل كمخبر للإستخبارات المصرية، كما ذكر رفيق الظواهري و محامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات. تلى هذا الإغتيال إغتيالات أخرى على يد أو بأمر من الظواهري كقتل زعيم الأفغان العرب الشيخ عبد الله عزام في باكستان سنة 1989 بعدما تآمر عليه رفقة أسامة بن لادن لقتله و إفساح المجال لبن لادن ليتربع على ما يسمى بالمجاهدين و اختيار الظواهري "رقما ثانيا" له.

و مما لا شك فيه أن أيمن الظواهري هو الذي دبر مقتل أبي ليث الليبي موقعا إياه في الكمين الذي أودى بحياته. ذلك أن نجم الليبي الصاعد بدأ يضيء الطريق أمام مقاتلي القاعدة و أجزاء من قياداتها الأيديولوجية و الميدانية لرفع الليبي و ترقيته إلى منصب أعلى ينافس من خلاله الظواهري على منصب "الرقم الثاني." فالليبي أصبح يحضى باحترام الكثير نظرا لكفاءاته العسكرية العالية و البلاغية و الفقهية التي اكتسبها خلال العشرين سنة التي عاشها في حقل العمليات في أفغانستان و ربما في مناطق أخرى.

في انتظار ضحية أخرى من ضحايا أيمن الظواهري من أقطاب القاعدة، و بالخصوص الليبيين منهم، نظرا للمنافسة التاريخية بين المصريين و الليبيين على الريادة، نلقى نظرة خاطفة على المغزى الحقيقي لرسالة الظواهري ألا و هو الرد على السيد إمام و مراجعاته و التي أضحت هاجسا يلازمه و يطارده و يعكر صفو حياته.

لذلك جاء رثاء أبي ليث الليبي مناسبة للدعاية لرسالته المكتوبة التي يتهجم فيها على معلمه الدكتور فضل محاولا تارة الظهور بوجه متسامح و تارة بأسلوب عقابي و تحذيري ضد الشيخ التائب و أتباعه.

جاءت، إذن، "التبرئة: تبرئة أمة القلم و السيف من منقصة تهمة الخور و الضعف" لترد بحزم على ما جاء من حقائق و إرشادات في كتاب سيد إمام "وثيقة ترشيد الجهاد في مصر و العالم." ذلك أن السيد إمام أماط اللثام عن الماضي الدموي و الإنتهازي لأيمن الظواهري، كاشفا عورة طبيب المعادي الذي يحاول عبثا الظهور بمظهر القائد المغوار و الفقيه العالم. فليس في الظواهري صفة واحدة من صفات القائد و لا مؤشرا واحد على غزارة علمه الديني. بل خلاف ذلك، كل الدلائل تشير إلى العكس: حتى الصفحات الجهادية الإلكترونية التي يكتبها و يحررها المراهقون العاطلون عن العمل في مختلف أصقاع العالم الإسلامي لا تذكره بالقائد و لا تنعته بالعالم. ذلك لأن القيادة كاريزما و الإمامة معرفة و بلاغة. إنه مجرد طبيب أكثر ما يمكن أن يقال عنه أنه طبيب رديء. و يذكر الدكتور فضل في حديث له مع صحيفة الحياة أن الظواهري كان طبيبا من الناحية النظرية فقط، إذ أنه لم يكن بمقدوره القيام بعمليات جراحية إلا بعدما قضى مدة طويلة تحت مراقبة الدكتور فضل و تعليمه إياه إجراء العمليات الجراحية في المستشفى الكويتي ببيشاور الباكستانية.

يعترف أيمن الظواهري بأن مراجعات السيد إمام جعلته يجد نفسه "في موقف في غاية الحرج، إن أنا سكت زعم المستفيدون من كتابة الوثيقة أنهم نجحوا في تشكيك المجاهدين في منهجهم...و إن أنا رددت فربما يكون ردي إنتصارا لنفسي." ليس هناك إعتراف بـِشرّ الهزيمة أكبر من هذا الإعتراف الذي يؤكد الصدى المدوي لكلمات الدكتور فضل و وقعها على قلوب وعقول الشباب المغرر بهم في كهوف باكستان و أفغانستان و العراق و غيرها.

و لعل اعتراف الظواهري بأن هذه المراجعات صاحَبها "ضجة و اهتمام" إعتراف مباشر بأن الساحة الإعلامية التي يحاول الإستحواذ عليها بالظهور بمناسبة أو بغير مناسبة ضاقت به وأصبحت تعج بوجوه أخرى غير وجهه، و برسائل أخرى غير رسالته الدموية.

و ما قول الظوهري بأن رده هذا على السيد إمام "من أصعب إن لم تكن أصعب ما كتبت في حياتي" إلا اعتراف بضآلة وزنه أمام حضور السيد إمام و اضمحلال رسالته أمام الكلمات المضيئة التي دونها أستاذه الدكتور فضل و التي غدت سيفا قاطعا في عالم الظواهري.

ثم يعلن الظواهري بأنه لن يتوانى عن القيام بأي شيء في سبيل الخلاص بنفسه، فيستبق الأحداث قائلا: "فإني أعلن لجميع المسلمين أنه لو أسرت أوغيري...لا تقبلوا منا إلا ما كتبناه و قلناه قبل الأسر ليس بعد." معنى ذلك أنه مستعد للتضحية بأي شخص كان و بأي مبدأ كان كي يحصل على رضا السلطات إذا ما وقع في الأسر. و معنى ذلك أيضا أنه مستعد للتغير و التبدل حسب ما تمليه الظروف. يا له من نفاقِ، و يا له جبن!

و الظواهري لا يتردد، كما أسلفنا، في استعمال كل الوسائل لبلوغ أهدافه. فمرة يدل على مواقع رفاقه من المجاهدين ليتسبب في قتلهم أو سجنهم و مرة يقتلهم و مرة يحرف كتبهم أو ينحلها و يعيد نشرها باسمه كما فعل حين حوّر كتاب السيد إمام "الجامع في طالب العلم الشريف" و أعاد نشره محشوا بأفكار تخدم مآربه و هذا ما جعل سيد إمام يتهم الظواهري و جماعته بالزندقة و السرقة و التزوير.

هذه المرة أيضا يحاول الظواهري تزييف الواقع و تعليل جرائمه مستدليا بأحاديث شريفة و أقوال أئمة سابقين كلها خارجة عن سياقها التاريخي. و كعادته راح يسرد وقائع تاريخية و أقوالا مشهورة، يحاول عبثا تبرير الأعمال الإجرامية التي تقوم بها جماعاته الإرهابية و التي يذهب ضحيتها المئات من الآلاف من المسلمين الأبرياء في أفغانستان و العراق و الجزائر. و هكذا يتحدث فضيلة الشيخ في تبريراته و مسوغاته، قائلا: "النساء و الصبيان و من لا يجوز قتله منفردا يجوز قتلهم إذا كانوا مختلطين بغيرهم و لم يمكن التمييز." يعني فضيلة الشيخ أن مجاهديه يمكن لهم قتل عشرات الأبرياء من الأطفال و الأبرياء في كل عملية يقومون بها ضد ضابط عسكري حكومي مثلا. ثم ضرب الشيخ مثالا آخر لتبرير قتل النساء و القصر قائلا: "إن القادة المسلمين كانوا يستعملون المنجنيق...و قد يصيب من يسميهم هؤلاء بالأبرياء...و يجوز رمي الكفار بالمنجنيق و لو قتل بلا قصد صبيانا و نساءا و شيوخا" و كأننا في عصر المنجنيق و ليس في عصر العبوات الناسفة و القاذفات و السيارات المفخخة و الأسلحة الدقيقة.

طبعا، الشيخ تناسى ذكر ما جاء في القرآن عن تحريم قتل الروح البشرية مهما كان أصلها و جنسها و لونها. رفض ذكر الآية التي تقول "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا." لكن هيهات أن يتذكر الظواهري النص القرآني... إلا عندما يريد توظيفه لتبرير جرائمه.

لن نطيل الحديث هنا عن محتوى كتاب الظواهري فهذا الكتاب محاولة يائسة أخرى للذود عن ما تبقى من مكاسبه القليلة بعدما هاجره الكثير ممن غرر بهم و خسر المعركة الميدانية في أفغانستان و العراق كما خسر المعركة الفقهية-الشرعية مع أكبر منظر للجماعات الجهادية، أستاذه و معلمه الشيخ عبد العزيز عبد القادر، الذي تاب و عاد إلى طريق الصواب.

يبقى أن نذكر هنا أن كتاب التبرئة يعج بالمغلاطات الفقهية و التاريخية بالإضافة إلى أسلوبه اللغوي الهون الذي لا يرتقي إلى مستوى كتب كبار الفقهاء و علماء الدين.

في الأخير نذكّر الشيخ الظواهري ببعض الأبيات التي خطها أمير الشعراء، أحمد شوقي، ناصحا أمثال هذا الجهادي الذي ينسب لنفسه زيغا و بهتانا العلم و المعرفة و الجبروت لعل ذلك يذكره، إن نفعت الذكرى، ببعض الحكمة:

وتجنب كل خلق لم يرق إن ضيق الرزق من ضيق الخلق

كل حي ما خلا الله يموت فاترك الكبر له والجبروت

أطلب الحق برفق تحمد طالب الحق بعنف معتدي

أأحبب الطفل وإن لم يك لك إنما الطفل على الأرض ملك

هو لطف الله لو تعلمه رحم الله امرأً يرحمه